في ظل اهتمام القيادة السياسية بالاستثمار في اقتصاد المعرفة، ومن منطلق حرص المصرية للعلاقات العامة على دعم الأنشطة العلمية في مجال العلاقات العامة والإعلام؛ نظمت الجمعية المصرية للعلاقات العامة ومجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط بالتعاون مع العربية بي آر – حلقة نقاشية – بعنوان " نحو معامل تأثير عربي لدوريات الإعلام المحكمة " برئاسة الدكتور علي عجوة أستاذ العلاقات العامة والعميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، وبحضور الدكتور محمود عبد العاطي أبو حسوب نائب رئيس أكاديمية العلوم الأفريقية وأستاذ ورئيس قسم الرياضيات بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور بركات عبد العزيز وكيل إعلام القاهرة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور حاتم محمد عاطف مؤسس ورئيس EPRA الرئيس التنفيذي للعربية بي آر. ولفيف من العلماء المصريين والعرب في تخصصات العلاقات العامة والإعلام والتخصصات ذات الصلة .
وفي كلمته استعرض الدكتور علي عجوة أهمية وجود معامل تأثير لدوريات الإعلام المحكمة، مشيدًا بالمشروع العربي لمعامل التأثير، ومؤكدًا على تبني مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط لمثل هذه المشاريع العلمية ودورها الحيوي في تقدم البحث العلمي مما جعلها من أولى المجلات التي حصلت على شهادة معامل التأثير العربي في الإعلام في تقرير 2016 بمقدار 1.33 والذي تمنحه مؤسسة نشر العلوم الطبيعية الأمريكية بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية.
ومن جانبه حصر الدكتور أبو حسوب الدوريات العلمية التي تصدر باللغة العربية في 1250 مجلة محكمة منها 30 التزموا بقواعد وشروط الحصول على المعامل وحصلوا عليه من المرة الأولى من بينها " مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط" التي تصدرها الجمعية المصرية للعلاقات العامة، وعدد 102 مجلة احتاجوا لإعادة تقييم لينطبق عليهم قواعد معامل التـأثير العربي.
وأشار أبو حسوب إلى أهمية الالتزام بمعايير واشتراطات الحصول على معامل التأثير العربي للدوريات العلمية، لدوره في تصنيف المجلات العلمية في مختلف التخصصات ودور ذلك التأثير على مؤشر تصنيف الجامعات ثم تصنيف الدول، مضيفًا أن معايير واشتراطات الحصول على معامل التأثير العربي هي نفسها المعايير المطبقة على الدوريات العلمية في الحصول على معامل تأثير "Thomson" الدولي. والتي تتضمن: أن يكون لها ترقيم دولي، وحساب معدل الاقتباسات العلمية، والتخصص الدقيق والانتشار الواسع جغرافيًا، كذلك المستوى العلمي لهيئة التحرير والمحكمين المشهود لهم علميًا بالكفاءة في التخصص، بالإضافة إلى فهرسة الدورية العلمية في قواعد البيانات الرقمية الدولية Indexed، وأن يكون لها موقع على شبكة الإنترنت يوضح كافة البيانات والمعلومات الخاصة بالدورية وأخلاقيات البحث العلمي والملكية الفكرية، وقواعد النشر بالمجلة مع الاحتفاظ بدورية الصدور.
وتناول الدكتور بركات عبد العزيز التحديات التي تواجه دوريات الإعلام المحكمة وأهمية الاعتراف الدولي بمعامل التأثير العربي لإمكانية تطبيقه على كافة دوريات الإعلام، ومشيرًا لأهمية توجيه باحثي وأساتذة الإعلام إلى الالتزام بنشر أبحاثهم في المجلات ذات معامل التأثير.
وخلال عرضه لرؤيته المستقبلية لتطوير مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط - تناول الدكتور حاتم محمد عاطف مؤسس ورئيس EPRA ومجلتها العلمية - خطة زمنية للحصول على معامل تأثير دولي، يتم خلالها البحث عن كيانات دولية تندمج مع المصرية للعلاقات العامة في نشر المجلة، وترجمة النسخة العربية لأخرى بالإنجليزية ثم لنسخة فرنسية في مرحلة ثالثة ومساواة عدد المحكمين الأجانب مع العرب ضمن الهيئة العلمية للمجلة، مشددًا على أهمية إطلاق صفة الدولية على مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط بالتعاون مع الشبكة القومية للمعلومات العلمية والتكنولوجية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالقاهرة.
وفي مداخلته بالحلقة النقاشية أشار الدكتور شريف درويش اللبان أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة إلى الصعوبات البالغة التي تواجه ترجمة الدوريات العلمية للغات أخرى نظرًا للتكلفة المرتفعة علاوة على ندرة المتخصصين في الترجمة الإعلامية لضمان حرفية عملية الترجمة، مقترحًا اختيار بعض الأبحاث الهامة بالعربية من مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط وترجمتها وإصدارها في أعداد متوازية مع العدد الرئيس باللغة الإنجليزية، وعن الاعتراف العلمي بمعامل التأثير العربي شدد اللبان على أهمية تعميم تجربة المشروع بلجان قطاعات المجلس الأعلى للجامعات في مصر ومنها لجنة قطاع الدراسات الإعلامية.
وأكدت الدكتورة ثريا محمد السنوسي عميد الإعلام بجامعة الغرير بدبي بالإمارات العربية المتحدة على أهمية وضع معايير علمية موحدة لتقييم الدوريات العلمية المحكمة في الإعلام على مستوى الجامعات العربية حتى لا تخضع عملية التقييم والتصنيف لأهواء القائمين على إدارة تلك الجامعات دون معايير علمية محددة، وأشارت السنوسي إلى أن معامل التأثير العربي يعتبر مشروعًا علميًا رائدًا يخدم المجتمع العلمي ويزيد من رصيد الباحثين وتصنيف الدوريات العلمية بل والجامعات العربية نفسها.
وفي نهاية الحلقة النقاشية أثرى الحضور المناقشة بمداخلاتهم واقتراحاتهم لتصنيف دوريات الإعلام المحكمة في ضوء مشروع معامل التأثير العربي، وصولاً لاكتساب التأثير الدولي لدوريات الإعلام، والاتفاق على عقد المزيد من الحلقات النقاشية بكليات وأقسام الإعلام بالجامعات المصرية والعربية للاتفاق على معايير موحدة لتصنيف الدوريات العلمية في ضوء مشروع معامل التـأثير العربي.